المسلم قارورة عطر

المسلم قارورة عطر

يمكن ان نعرف المسلم من مظهرة ,من سمته وملامحه,من ثباته واطمئنانه, هذه الطمأنينة

ليست فقد بسبب العبادة ,ولكن لأن المسلم دائم بين الخوف والرجاء ,الخوف من الله

تعالى , اما المقصود بالرجاء ,فأنه من يقصر فى طاعة الله ينبغى ان يحسن الظن بالله

ويرجو أن يغفر له ذنبه ,كذلك من يفعل طاعة يبغى بها وجه الله تعالى , يرجو أن يقبلها

الله ,اما من يعتاد المعاصى ويداوم عليها ثم يرجوا الله ان يؤاخذه ,وأن يغفر له من غيرندم

ولا لاقلاع عن المعاصى , فهو واهم.

فالله سبحانه وتعالى ,واسع الرحمة شديد العذاب قال رسول الله (ص) ( ان الله خلق

الرحمة يوم خلقها مائة رحمة ,فأمسك عنده تسعا ً وتسعين رحمة, وارسل فى خلقه كلهم

رحمة واحدة فلو يعلم الكافر بكل الذى عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة ولو يعلم

المسلم بكل الذى عند الله من العذاب لم يأمن من النار) الكافر لا يدخل الجنة ولكن لو علم

سعة رحمة الله فإنه قد ينسى شدة العذاب فيصبح فى حالة رجاء كما ان هناك كافر يظن أنه

ليس كافراً فهذا ايضاً يرجو رحمة الله كل هذا لترغيب المؤمن فى سعة رحمة الله التى لو

علمها الكافر لتطاول إليها ولم ييأس منها رغم أنه لا حظ له فيها .

كل هذا من شأنه ان يصوغ نفس المؤمن فيمشى بين الناس كأنه قارورة عطر يفوح شذاها

فتهفو إليه النفوس وتتعلق به القلوب فإذا دعاهم لطاعة او لخير أستجابوا له وإذا نهاهم عن

شر أمتثلوا لأمره